حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1589442 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
25/12/2009

المصدر: الثبات - عدد 95
عدد القرّاءالاجمالي : 3625


منذ العام 2001،و بعد أحداث 11 أيلول وتدمير مركزي التجارة العالمي،بدأت استباحة منظومة سيادة الدول والأفراد والجماعات والأديان،بحجة الثأر ممن قام بأعمال التفجير ولإعلان حرب استباقية على الإرهاب المفترض،والذي استولدته أميركا،وتم احتضانه ورعايته أمنيا بواسطة المخابرات الأميركية(السي-أي-إيه)والمخابرات الباكستانية وبتمويل معروف المصدر والوسائل،بحجة دعم المجاهدين وقتال الاتحاد السوفياتي(الملحد)في أفغانستان مما استولد حركة (طالبان)وأحد أذرعها المسمى (الأفغان العرب)،والذي تم اختيار النخبة منهم لتشكيل شبكة تخريب عالمية باسم(القاعدة)ترتبط بالأوامر الأميركية في المضمون،وبالإسلام في الشكل،وكان هدف هذه المنظمة المستولدة أميركيا ثلاثة أهداف:

- تأمين المبرر العالمي للإدارة الأميركية لإعلان الحرب على الإرهاب،العدو الوهمي الذي اخترعه الأميركيون لتغطية أعمالهم الأمنية في العالم.

- ضرب البلاد والساحات العالمية الممانعة للمشروع الأميركي أو المتلكئة عن نصرته ومساعدته في أفغانستان والعراق ميدانيا وضد إيران وسوريا سياسيا واقتصاديا،وضد حركات المقاومة في لبنان وفلسطين.

- إشعال تسونامي(إسلاموفوبيا)التي اجتاحت العالم من الوحش الإسلامي المتمثل بالسيف الذي يقطر دما من رؤوس الرهائن في العراق من رجال ( القاعدة)أو من المتفجرات في القطارات والتجمعات في أوروبا وعواصمها،لتأجيج الحرب والكراهية ضد الإسلام كحضارة وشعوب،ولإطباق الحصار على شعوبه،وأفراده ومصادرة ثرواته في المعركة الإستراتيجية على مستوى العالم.

وقد نجح الأميركيون في ابتلاع الضحايا من دول وشعوب لكنهم عجزوا عن ( هضمها)نتيجة الحراك الدائم المتمثل بحركات المقاومة الوطنية في كل الساحات التي تم غزوها مباشرة أو بشكل غير مباشر مما أصابهم بعسر الهضم العسكري والسياسي،والإستنزاف الإقتصادي،فوقعوا في المأزق التاريخي،الذي تجاوز المأزق الفيتنامي،لأن مأزقهم الجديد متعدد الساحات ومتعدد الأشكال،مما طبع سلوكهم السياسي والأمني بالمراوحة واللاقرار، والتردد،وعدم الحسم،والضياع لأي اتجاه يسلكون ، اتجاه الإنسحاب من العراق وأفغانستان،أم بقاء الإحتلال المكلف وغير المجدي..!

هل يواصلون العقوبات المفروضة على سوريا وإيران أم المفاوضات...!أم الاتجاهين معا.. وأصيب وزراء خارجيتهم بداء الثرثرة والتهديد غير المجدي وعلا صراخهم بالتهديد والوعيد لمن لا ينفذ أوامرهم ،مع عجزهم عن تنفيذ العقوبات أو العمل العسكري،وكذلك بالنسبة لضرب وإبادة حركات المقاومة في لبنان وغزة،مما جعلهم عاجزين عن الإمساك بالفتن والغزوات التي اشعلوها.

وقد ترافق ذلك مع إشعالهم للفتن الصغيرة الموضعية التي تحمل طابع العداء الثنائي أو المحاور الصغيرة،فلجأوا إلى الإغتيالات في لبنان والعراق وفلسطين وإيران وغيرها من البلاد العربية والإسلامية فكان العداء السوري – اللبناني، والعداء بين المعارضة والموالاة وفي فلسطين العداء الفلسطيني بين حماس وفتح،وبين حماس والنظام المصري،وفي إيران بين المعارضة والنظام وبين إيران والعرب،وفي العراق الفتنة المذهبية والطائفية والقومية،والعداء السوري-العراقي،وفي اليمن بين الحوثيين والحراك الجنوبيمن جهة، والنظام من جهة أخرى،وبين الحوثيين والسعوديين وفي الصومال لازالت كرة النار تنمو باللهب والاشتعال،ووصل الوهن العربي إلى مستوى أن مباريات كرة القدم في الجزائر ومصر،أنذرت بداخس والغبراء من جديد بحيث حركت الجماهير التي لم تحركها الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 ولم تحركها الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2006 ولم يحركها تهويد الأقصى في عام 2009،وصار الجسد العربي منهكا مشلولا،تتقاذفه أقدام اللاعبين الغربيين من أميركيين وأوروبيين بالإضافة إلى الصهاينة المحتلين.

وبدا للبعض أن الإستسلام المشروع الأميركي المتمثل بالإحتلال والسيطرة،على المنطقة، قضاء وقدر لا يمكن مواجهته،وأن المقاومة والمواجهة انتحار،نتيجة الخلل في موازين القوى وأن النجاة والإستسلام ،عبرتوقيع صكوك الذل والإعتراف بيهودية إسرائيل،وتنافست الأنظمة لتحجز مقعدها في القطار الأميركي السريع،وتحالفت وتعاونت معه ومع إسرائيل حتى صار الإسرائيلي مسؤولا كان أم سائحا محتضنا في عيون أجهزة الأمن العربية وحكوماتها،بينما يطارد المقاومون، ويمنع عنهم الماء والدواء وحتى الدعاء بالأمان،وتكاثر المهزومون،وكثر العملاء والخونة الذين يطلبون العون لإسقاط أنظمة الممانعة،ولانهزام حركات المقاومة،وبذلوا كل ما لديهم من معلومات وتعاون وحصار،وأجهزة إعلام حتى يحجزوا لأنفسهم مقعد السلامة،ووصفوا المقاومين بالمغامرين أو المجانين،لأن الوقائع تدل على استحالة مقاومة المشروع الأميركي والوقوف بوجهه.

لكن الأحرار من وطنيين وإسلاميين وقوميين،الذين التزموا سيادتهم،ودافعوا عن كرامتهم وعزتهم وحقوقهم،صمدوا في الزمن الصعب وقاتلوا في الميدان الأصعب،وانتصروا على الحصار والعقوبات ومنظمات التخريب المسماة (حركات إصلاحية) ،لكنها حركات سلمت مفاتيحها للمخابرات الأميركية والعربية ، تعمل لصالح مشاريع خارجية بعناوين وطنية لكن المقاومة لازالتمستمرة بدعم شعوبها،مهما كان العدد قليلا والإمكانيات ضئيلة لأن الإيمان والإرادة والتصميم ووحدة القوى،والصبر على التضحيات والخسائر،كفيلة بتأمين عدم الإنهزام في المرحلة الأولى، وبإفشال مشاريع الإستعمار الحديث العسكري والسياسي في المرحلة الثانية،وفي التفاوض بمستوى الند للند وتحسين الشروط ومن ثم الوصول إلى ساحة الإنتصار في الميدان وفي السياسية.

وفي جردة حساب بسيطة،وحتى لا يكون الكلام مبالغة أو أدبا سياسيا أو شعرا فإن محصلة جولات الصراع بين المشروع الأميركي حلفائه، ومحور الممانعة والمقاومة كالتالي:

- احتل الأميركيون العراق،ودمروا ثرواته وصادروا ثرواته وقتلوا مواطنيه لكنهم لن يستطيعوا الاستمرار في كرة اللهب التي بدأت تشتعل في وجوههم والارتباك والقلق والتردد بحكم قراراتهم ،والانسحاب وجهتهم الأخيرة.

- في أفغانستان تقلص الوجود العسكري الأميركي وملف الناتو إلى حدود ثكناتهم غير الآمنة،وتم شراء الأمن بالرشاوى المالية لمقاتلي طالبان من بعض البلاد الأوروبية،لضمان عدم إطلاق النار عليها،وتزايدت حقول الأفيون وصادراته،وزاد الفساد في حكومة قرضاي،والتزوير في إعادة إنتخاباته،وذهبت المثل والقيم الديمقراطية الغربية الجوفاء .

- في لبنان انكفأ المشروع الأميركي لحدود الفشل والهزيمة عسكريا وسياسيا،وانتصر لبنان بوحدته الوطنية وديمقراطيته التوافقية بعيدا عن الأكثرية والأقلية،التي حرض عليها الأميركيون،وبدل أن يكون لبنان قاعدة أميركية متقدمة في الشرق الأوسط،تحول إلى قاعدة متقدمة للمقاومة،وللمصالحات العربية العربية.

- في فلسطين انهزم المشروع الأميركي- الإسرائيلي،وصمدت المقاومة الفلسطينية،المعارضة للإستيطان ويهودية الدولة وللمفاوضات العبثية،وانهزمت السلطة الفلسطينية مع كل مفاوضاتها،وتبين أن القوة لا تفاوضها إلا القوة والدليل أن الأسرى الفلسطينيين، لا يطلق سراحهم إلا مقابل الأسير الإسرائيلي

(شاليط)فيما جولات المفاوضات المكوكية لم تطلق أسيرا واحدا.

- في سوريا،انتصرت سوريا قيادة وشعبا على الحصار والاتهامات والصعوبات والتخريب،وعاد العالم مفاوضا ومعترفا بالدور السوري،محليا وإقليميا،ولم تنهزم سوريا ولم يتغير النظام ولا سلوكياته.

- وفي ايران ، شق الملف النووي الإيراني طريقه ، وبلغ حد الإعتراف به ،وثبتت ايران على مواقفها وتحالفاتها ، ودعمها لحركات المقاومةوالقضية الفلسطينية،واضطر الغرب واميركا للتفاوض مع عجزهم عن اشعال جبهة عسكرية ثالثة، بعد الإخفغقات الكبيرة في افغانستان والعراق.

وكانت نتيجة جولات المعارك والحروب في السنوات الماضية،ان من تحالف مع اميركا وتنكر لحقوقه ودينه وامته، وقضية فلسطين، صار هامشيا، وحوصر معزولا عن امته ، وخسر موقعه السياسي ، ولم تسنأذنه اميركا للإنفتاح على سوريا وايران ،وصار يفتش عن دور ولو سلبي، ليبقى على قيد الحياة سياسيا،واثبتت الوقائع ان الحق بلا قوة لايمكن حمايته ، او الإعتراف به ، وان الإحتلال الى زوال مهما طال الزمن ، ... فهل يستيقظ البعض ويعود الى امته ودينه وشعوبه..؟


مقالات ذات علاقة


مقابلة حول الغارات الاسرائيلية على سوريا نسيب حطيط - #سيتغير_نهج_محور_المقاومة في سوريا وما يجري...


مقابلة حول حرق القرآن نسيب حطيط - هناك #تقصير من الحكومات والشعوب الإسلامية بالدفاع عمن القرآن...


توهين وشيطنة الشيعة بلسان رسمي نسيب حطيط لا يزال مخطط الاستهزاء والهتك بالطائفة الشيعية ..في ظل...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by